31أكتوبر
اللغة العربية، إحدى أقدم اللغات السامية، أثَّرت بعمق في الحضارات على مر العصور. تجاوزت اللغة العربية كونها لغة القرآن الكريم، وأصبحت ركيزة أساسية في التراث الأدبي والثقافي للعالم العربي والإسلامي. إذ يتحدث اللغة العربية خمسمائة وخمسون مليون شخصًا حول العالم، مما جعل اللغة العربية الرابعة من حيث الانتشار بعد الصينية والإنجليزية والإسبانية. على الرغم من تطور الزمن، استمرت اللغة العربية في الحفاظ على أصالتها وجوهرها. 1. اللغة العربية هي لغة القرآن السبب الأول والأبرز للفَخْر بتحدث اللغة العربية هو أنها لغة القرآن الكريم. منذ أكثر من 1400 عامًا، نزل القرآن الكريم بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين، وهو ما عزز من أهمية اللغة العربية. فهي ليست وسيلة لفهم النصوص الدينية فقط، بل هي لغة العبادة والصلوات، مما أعطى لها أهمية خاصة عند المسلمين. والجدير بالذكر أن من أسباب انتشار اللغة العربية أنها لغة القرآن، مما شجع الكثير من المسلمين على تعلمها. 2. اللغة العربية لغة عالمية كما ذكرنا فعدد المتحدثين للغة العربية يبلغ خمسمائة وخمسين مليون شخص حول العالم. مما جعلها إحدى أكثر عشر لغات انتشارًا في العالم. ربما قد يعتقد القارئ أن العرب فقط أو سكان المنطقة العربية هم فقط من يتحدث اللغة العربية، لكن نود القول إن ثلاثمائة مليون منهم يتحدثون بها كلغة أم، بينما يستخدمها 250 مليون شخص كلغة ثانية، وهذا يعني أن عدد من يتحدثونها كلغة يقارب عدد من يتحدثونها كلغة ثانية. ونتيجة لهذا الانتشار، خُصِّصَ يوم 18 ديسمبر من كل عام ليكون يومًا عالميًّا للغة العربية، مما يوضح أهمية اللغة العربية في التراث الإنساني. 3. تاريخ عريق وحافل بالإنجازات من بين الأسباب التي تزيد أهمية اللغة العربية هو تاريخها العريق الذي يتجاوز كونها مجرد لغة للتواصل. فإذا كنت تتحدث اللغة العربية، ينبغي أن تعلم أنك تتحدث لغة لها جذور تمتد آلاف السنين، وهو ما يدعو للفَخْر. وقد كانت اللغة العربية لغة التعبير عن الإنجازات الحضارية في مجالات الأدب والفلسفة والعلم، خاصةً في العصر الذهبي الإسلامي. يجب أن تعلم أن اللغة العربية كانت لغة الفلاسفة والعلماء والشعراء، واحتوت جميع الأفكار وأعظم النظريات التي ساهمت في تقدم التاريخ الإنساني. 4. لغة شعر وفن من يقرأ شعرًا عن اللغة العربية يدرك مدى جمالها وإبداعها. إذ يتميز الشعر العربي بتنوع أنواعه، بدايةً من العصر الجاهلي وأشعار عنترة بن شداد والنَّابِغَة الذُّبْيَانِي إلى العصر الحديث وأشعار أبي القاسم الشابي وحافظ إبراهيم. ومن أبرز الشعراء الذين كتبوا شعرًا عن اللغة العربية أحمد شوقي الذي مدحها قائلًا: "إِنَّ الَّذِي مَلَأَ اللُّغَاتِ مَحَاسِنَا * جَعَلَ الجَمَالَ، وَسِرَّهُ فِي الضَّادِ" بهذا البيت الشعري، يُبرز شوقي جمال اللغة العربية وتفردها بين اللغات، وخاصةً حرف الضاد الذي يُعتبر رمزًا لهذه اللغة. لقد استخدم الشعراء العرب على مر العصور الحروف العربية لينسجوا لنا أجمل القصائد الشعرية، مثل الفخر والغزل والرثاء والمديح. هذه الثقافة الشعرية العريقة ترفع من أهمية اللغة العربية، وتجعلها لغة فنية قادرة على التعبير عن المشاعر بصدق وحرارة. 5. نظام صوتي فريد إذا كنت تتحدث اللغة العربية، فبلا شك إنك تتميز عن كل من يتحدث لغة أخرى، فالنظام الصوتي للغة العربية غني ومعقد. تحتوي حروف اللغة العربية على أصوات لا توجد في لغات أخرى. على سبيل المثال، أحرف اللغة العربية مثل "ض" و"ع" و"ق" تجعل اللغة العربية قوية في التعبير وصوتها مميز. هذا التنوع الصوتي ينبغي أن يجعلك تفخر بتحدثك اللغة العربية، فلديك عمق صوتي يجعل من التحدث بها تجربة فنية ممتعة. 6. غنى المعجم العربي يحتوي معجم اللغة العربية على آلاف الكلمات المتنوعة، وهو من مميزات اللغة العربية، إذ يمكن للكلمة الواحدة أن تعني أكثر من معنى في الوقت نفسه، فكلمة مثل "عين" قد نصف بها عَيْن المَاء أو عَيْن الإنسان. هذا التنوع الغني يمنح اللغة مرونة كبيرة في التعبير، وهذا ما يجعلها لغة غنية بالمعاني والمترادفات والتعبيرات. 7. قواعد اللغة العربية تُعد قواعد اللغة العربية إحدى أعمدة اللغة، فإن كنت تتحدث اللغة العربية دون فهم قواعدها، قد تخطئ في التعبير عن كثير من الأشياء بشكل صحيح. تعطي قواعد اللغة العربية بنية صارمة تساعد على التعبير على نحوٍ دقيق وواضح ومنظم. على سبيل المثال، القواعد النحوية مثل الفعل والفاعل والمفعول به، بالإضافة إلى الإعراب، يعطي للغة العربية طبيعةً خاصة عن بقية لغات العالم، ويضفي نوعًا من التعقيد والمرونة في ذات الوقت. يمكن أن يعزز إتقان القواعد الإملائية والنحوية وعلامات الترقيم والتشكيل من قدراتك في الكتابة والتحدث والتعبير، مما سينعكس على انطباع الآخرين نحوك. ساعدتنا التكنولوجيا في تدقيق النصوص التي نكتبها بسهولة، فموقع مثل موقع صححلي يمكن أن يدقق نصوصك لغويًّا ونحويًّا آليًّا بسهولة باستخدام الذكاء الاصطناعي وبرمجة اللغات الطبيعية؛ لذا ليس هناك سبب الآن للكتابة بلغة أخرى إذا كان المتلقي يتحدث اللغة العربية أيضًا. 8. اللغة العربية وسيلة للتعبير عن مشاعر وأفكار معقدة يتميز المتحدثون للغة العربية بقدرتهم على التعبير عن الكثير من المشاعر الدقيقة والمعقدة في نفس الوقت بطرق مختلفة وبأساليب متنوعة، مما يضيف سببًا آخر لأهمية اللغة العربية عالميًّا؛ وعليه تساعد اللغة العربية المتحدث في التعبير عن نفسه بطرق مختلفة من التواصل اليومي إلى الأدب والشعر وكتابة التدوينات. 9. العربية لغة مرنة وتواكب العصر رغم أن اللغة العربية لغة قديمة تحدثها البشر منذ آلاف السنين، إلا أنها أثبتت قدرتها على التكيف مع مختلف الأزمنة والعصور، مما يؤكد مرونة اللغة العربية. في العصر الحديث، تم إدخال الكثير من الكلمات إلى معجم اللغة العربية مثل "ترند" و "ترويقة" و "ترويسة" وهو ما يؤكد من جديد على قدرة اللغة العربية على التكيف مع مختلف العصور، ويؤكد أيضًا على أنها وسيلة تواصل فعالة حتى في العالم المعاصر. وفي حديثنا عن اللغة العربية، من المهم أن نبرز بعض الشخصيات التي أثّرت في تاريخ اللغة العربية، وأكدت أن اللغة العربية قادرة على التكيف مع مختلف العصور، ومن أهم هذه الشخصيات رجل الأعمال الكويتي محمد الشارخ مؤسس شركة صخر، فهو أول من أدخل اللغة العربية إلى الحواسيب. من أبرز منتجات شركته صخر، التي تأسست عام 1982، موقع صححلي للتدقيق الآلي، الذي يستخدم التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وبرمجة اللغات الطبيعية في تدقيق النصوص إملائيًّا ونحويًّا. 10. أهمية اللغة العربية في الحفاظ على الهوية في عصر العولمة، تتعرض الكثير من اللغات لخطر الانقراض، وهو ما دفع اليونسكو إلى إعلان 21 فبراير من كل عام يومًا عالميًّا للغة الأم؛ لذا لحماية لغتنا العربية من الانقراض، يجب التأكيد أهمية التحدث والكتابة باللغة العربية حفاظًا على هويتنا وثقافتنا. إن التمسك واستخدام اللغة العربية في التحدث والكتابة يوميًّا يعزز من الفَخْر بتاريخنا وتراثنا، كما أنه يعزز التواصل بين الأجيال، مما يساعد على نقل قيمنا وعاداتنا وثقافتنا من جيل إلى آخر. الخاتمة اللغة العربية ليست فقط وسيلة للتواصل، بل هي إرث حضاري وثقافي تمتد جذوره آلاف السنين، مما يدعو للفخر للمتحدثين باللغة العربية جميعهم. تمتاز اللغة العربية بجمالها، وعمقها، وقدرتها على التعبير الدقيق عن الأفكار والمشاعر المعقدة؛ لذا سواء كنت تتحدث بها كلغة أم أو تتعلمها كلغة ثانية، فإن إتقانك لها يعتبر إضافة ثمينة إلى مهاراتك الثقافية والمعرفية. فافَخْر بتحدثك العربية، لغة القرآن ولغة الشعر والأدب، وكنز الثقافة الإنسانية.